Bana Volunteers Forums
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Bana Volunteers Forums

The meeting place for bana volunteers, to express and discuss new ideas
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفرار من سجن الأبدية!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Byeadro




المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 16/08/2007

الفرار من سجن الأبدية!! Empty
مُساهمةموضوع: الفرار من سجن الأبدية!!   الفرار من سجن الأبدية!! Icon_minitimeالسبت أغسطس 18, 2007 12:22 am

لم يكن كازانوفا رجلاً بهي الطلعة، ويفوق حد الوسامة، إنها مغالطة شائعة يستوجب توضيحها من خلال وصف يرسم صورة شاب فارع القوام، قياساً إلى الأجيال الإيطالية المربوعة، ونحالة عوده أبعدت بنيته عن العضلات المفتولة والمنكبين العريضين. لكنه تميز برشاقة راقصي الباليه وخفة فرسان المبارزة لضمور بطنه ودقة خصره، أما تكوين وجهه البيضاوي بلون ضارب إلى سمرة برونزية، فقد زاد من جاذبيته شعر فاحم مسترسل، لا يستقر على تسريحة مما أضفى عليه إطلالة فنان بوهيمي.
لم تفتتن بكازانوفا الفتيات المراهقات بل النساء اللواتي هن في ضعف عمره، يتحدثن عن نضج رجولته قبل بلوغه التاسعة عشرة.
كازانوفا الذي أبصر النور عام 1725 في مدينة فينيسيا الإيطالية أصبح أسطورة زمانه، وسيرته المليئة بالتناقضات تشير إليه شاعراً ومقامراً ومعبود الجنس الآخر، نضيف إلى أرشيفه صفة البطل الشعبي الهارب من أمنع السجون. كما لا يسعنا إهمال الجانب الأبرز في حياته كزير نساء هامَ بالمرأة إلى حد الهوس لكنه عشق الحرية إلى درجة التقديس. وما أكثر الوعود التي قطعها لعشيقاته بالزواج يحدد لهن يوم المناسبة ليختفي عن أنظارهن قبل ترتيبات الزفاف، فدخول القفص الذهبي أكثر ما يخشاه، بسبب القيود الزوجية.
نشأة كازانوفا تنتقل بنا إلى قفص آخر كاد أن يقع بين قضبانه عندما رسم لمستقبله فكرة الرهبنة، وهو أقصر الدروب لاعتلاء المناصب الكهنوتية، حين يكون المرء فقيراً مفلساً مثل حاله.
في دير منعزل خضع لفترة امتحان، حيث الزهد والتصوف. إزاء هذا الواقع لم يقوَ كازانوفا على كبح جماح أهوائه، يتحرش تارة بالمستخدمات وأخرى يتوجه إلى الراهبات بعبارات الغزل.
ليجد في قرار طرده رحمة هبطت عليه من السماء!
مع جولة أخرى نكتشف قريحته الشاعرية، تسكب التراتيل والأناشيد الدينية، وموهبته الفنية تلحن وتؤلف، بينما صوته العذب يصدح بين جوقات الكنائس، والمسارح الجوالة، يكسب القليل دون تذمر.
محطات غرامياته أوقعته ذات مرة في مطب علاقة أقامها مع عشيقة أحد اللوردات، وإذ افتُضح أمره لفق له اللورد المطعون في كرامته تهمة التجسس، وزرع بذور الفتنة بين أسر الأعيان وطبقة النبلاء، وما ألصقه به، قاده إلى مصيره البائس بعد أن صدر بحقه حكم جائر يقضي بحبسه خمس سنوات.
قبع كازانوفا في إحدى زنازين سجن الأبدية أو معتقل صفائح الرصاص، وهما لقبان شاعا على أحصن السجون الإيطالية، أما كيف تمكن من الهرب بعد انقضاء خمسة عشرة شهراً، فالجواب يأتي من خلال هذه الواقعة: عندما عثر على قطعة معدنية دأب على شحذها بحجر رخامي، لتتحول إلى مدية مدببة تخدم غرض حفر ركن في زنزانته، لكن محاولته أُحبطت فتم احتجازه في جناح أعتى المجرمين وهو يخفي تحت ملابسه سلاحه الأبيض.
لم يدع اليأس يدب في نفسه، وأفكاره تقدح باغتنام فرصة سانحة، وجد لها طريقاً عبر زنزانة مجاورة يشغلها كاهن وقور متهم بالتحريض.
بداية الخطة نسجها بحذاقة، يطلب من سجانه وجبة معكرونة، وأمام إلحاحه خصه مطبخ السجن بصنفه المحبب، بعدها شرع يلف خيوطها حول مديته المعدنية لتأخذ شكل فطيرة. دسها بين الفضلات. وبأدب جم حاور السجان، لو يتكرم بنقل فائض الوجبة إلى جاره الراهب المسكين عوضاً عن رميها طعاماً للقطط.
لم يتلكأ الرجل في الاستجابة، يضع في الحسبان، طلباً لا يثير الريبة، لا سيما أن الطبق خرج من مطابخ معتقل صفائح الرصاص.
الهدية الثمينة أثلجت صدر الكاهن، ومع هبوط كل ليل ينكب على نقر زاوية أخذت بالاتساع، وقبل تسلل خيوط الفجر كان يفترش بطانيته فوق موقع الجريمة، ثم يخلد للنوم. وما أنجزه على مدار أسابيع انبلجت عنه كوة عكست ضوء النهار. فزنازين سجن الأبدية لا تشغل الأقبية بل تعلو طوابق قليلة الارتفاع تطل على باحة ورواق روماني مهجور، ولم يتبق له سوى إعلام كازانوفا بإتمام المهمة، ينقل البشرى بإطلاق غناء ينم عن البهجة.
في تلك الأمسية استلقى كازانوفا يئن من شدة الألم، يتوسل السجان أن يرأف بحاله فهو مثقل الضمير، ويشعر بدنو أجله، وكم يود لو يلقى وجه ربه كمسيحي تائب. وبذلك دغدغ شعور سجانه فانصاع بنقله إلى زنزانة الكاهن، ليمثل أمامه في خلوة روحية حسب الطقوس الكنسية، في لقاء لا يزيد عن بضع دقائق.
بعيداً عن أعين الرقباء تحقق الهروب الكبير عندما رسم الرجلان شارة الصليب ليقفزا الواحد تلو الآخر من فجوة الحرية، ثم تواريا عن الأنظار يسترهما ظلام الليل!.
الكاتبة هالة جديد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفرار من سجن الأبدية!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Bana Volunteers Forums :: المجموعات Groups :: الثقافية Cultrure-
انتقل الى: