مجتمع متميز
عرفت البشرية كثيرا من النظم الإجتماعية قبل الإسلام وبعده ....ولكن نظام المجتمع الإسلامي كان وما زال وسيظل نظاما فريدا متميزا عن جميع النظم التي عرفتها البشرية .
ونقطة الإفتراق الرئيسية بينه وبين جميع النظم الأخرى أنه مجتمع نظام رباني ...فالله تعالى يقول ...كنتم خير أمة أخرجت للناس ( آل عمران 110) هذا التعبير '' أخرجت '' يدل على حقيقة منشأ الأمة وطبيعة نظامها ...فهي أمة مخرجة إخراجا وفق اتجاه معين ...وهي لم تخرج نفسها ....ولم تضع نظاما من ذات نفسها وإنما أخرجت وفق نظام رباني .
وهذا النظام الفريد لا حاكمية فيه لبشر ولا حاكمية لأمير أو رعية ...وإنما الحاكمية فيه لله وحده ...فقد جاء كاملا وافيا بحاجات البشرية ...وهو نظام دقيق في تكوينه متكاملا في أجزائه ...وهو مستقل عن جميع النظم الإجتماعية الوضعية في مصدره ومنشأته وخصائصه واتجاهاته ....
والعنصر الأخلاقي عميق في هذا المجتمع والقاعدة التي يقوم عليها هي قاعدة '' كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ''
وهو مجتمع عالمي أي أنه غير عنصري ولا قومي ولا قائم على التعصب ....ويكفيه فخرا أن يكون حاملا لهذه الصفات ...ويكفينا نحن أتباعه أن نكون خدما لدين الله .
من كتاب خصائص المجتمع الإسلامي
أنا أرا انه لا يمكننا الاحتجاج بهذا الكلام أمام أنصار العلمانية ( الدين للفرد والوطن للجميع ) ما لم يكن متبني العامانية هذا مسلما مقتنع بأن القرآن المصدر اللرئيسي للتشريع فحينها يكون نقاشنا في نص الآية و تفسيرها .